لقاء خاص مع السيدة هديل ناصر، الأخصائية بالعلاج الوظيفي
بلقاء خاص مع موقع yomnet، السيدة هديل ناصر الاخصائية بالعلاج الوظيفي، الهدف من مشروع "خيوط ذهنية" للمسنين:
"المسنون شعروا بمدى محاكاة الأدوات لعالمهم وذاكرتهم، وأنهم وجدوا نشاطا ممتعا لتعبئة وقتهم في البيت"
من هي هديل ناصر؟
بنت الناصرة، مقيمة في حيفا، خريجة المدرسة الثانوية البلدية،وخريجة جامعة تل أبيب 2004 في العلاج الوظيفي. أم لشادن ورشا، وأشغل منصب مسؤولة مراقبة في قسم الشيخوخة في وزارة الصحة لواء حيفا.
من أين جاءت فكرة المشروع خيوط ذهنية؟
من وحي عملي مع المسنين العرب في السنوات الأخيرة ضمن خدمات مختلفة قدّمتها في أطر متعددة للمسنين وعلاجات بيتية. لمست النواقص الكبيرة في الوعي الجماهيري لجوانب متعددة في مجال الشيخوخة أهمها "جودة حياة المسن"، وأهمية الاهتمام بالتمرين الذهني والحفاظ على الصحة قبل الاصابة بأمراض واعاقات. أيضاً النقص الفادح في أدوات للعمل تناسب المسن في المجتمع العربي.
ما الهدف؟
تغيير نظرة المجتمع الى عالم الشيخوخة، رفع الوعي لمواضيع هامة عن المسنين، اتاحة المعلومات باللغة العربية بطريقة سهلة، بناء أدوات تمرين ذهني وترفيه تناسب المسن العربي.
هل هناك من اشخاص يدعمون المشروع؟
تمّ تجنيد تمويل أولّي للبدء بالمشروع عن طريق منصة تمويل جماعي عبر موقع "هدستارت"، حيث دعم الجمهور العام المشروع بواسطة شراء هدايا تمّ منحها من مصالح محلية في مجتمعنا العربي كوسيلة دعم لانجاح المشروع. العديد من الأصدقاء والمهنيين لم يبخلوا أيضا بالنصائح المهنية والدعم المعنوي وهذا كان هاما جدا لإنجاح أطلاق المشروع.
الداعم الأكبر للمشروع هو السيد وسام الزعبي من الناصرة، الذي تزيّن صوره كلّ منتوجات المشروع والموقع لم يبخل أبدًا في صوره المميزة التي تحكي كلّ منها قصة انسان أو بلد أو قصّة خاصة من حياته.
كيف يتم تطبيق المشروع؟
تمّ بناء موقع شامل يحتوي على مضامين متعددة عن عالم الشيخوخة مثل- استخدامات التكنولوجيا، جودة حياة، الدمنتسيا والألتسهايمر. تمّ انتاج 3 منتجات مميّزة جدًا: رزنامة 2021 , كتاب تلوين للكبار، ورزمة نشاطات ذهنية. بالاضافة لذلك أعرض ضمن المشروع خدمات مهنية: استشارات، تقييم وعلاج بيتي، محاضرات وورشات بمواضيع متعددة.
هل هناك مؤسسات رسمية أو خاصة أدخلت هذا المشروع؟
نعم. توجّهت الي عدّة مؤسسات لبحث طرق متنوعة للتعاون المهني والحصول على منتجات المشروع، حتّى اليوم حصلت المؤسسات التالية على المنتجات: جمعية الجيل الذهبي في باقة الغربية، مشفى الرحمة في طمرة، مشفى "جولدن كير" في الناصرة، مركز التأهيل التابع لكلاليت في أبراج الناصرة، مركز موريا لاعادة التأهيل في شفاعمرو. حاليًا يوجد عدة مؤسسات وأطر علاجية تبحث معي إمكانية الحصول على المنتجات والخدمات المهنية من محاضرات وورشات.
ما هي ردود الفعل؟
لم أتوقّع أن تكون ردود الفعل بمثل هذه الروعة. حصل العديد من الناس على المنتجات بشكل فردي من أجل مسنين في عائلاتهم وقاموا بارسال العديد من الصور والرسائل التي تعكس ردود فعل جدًا راضية، عبر المسنين وابنائهم أنّ المسنين شعروا بمدى محاكاة الأدوات لعالمهم وذاكرتهم وأنهم وجدوا نشاطًا ممتعًا لتعبئة وقتهم في البيت. الحمد لله أنا جد راضية عن النتائج!
الهدف تنشيط ذاكرة مرضى الزهايمر(تراجع مستمر في الذاكرة)؟
كلّا. الهدف الوصول إلى كلّ مسن بعده بصحّته! قبل أن يصيبه الزهايمر. هدفي ارفع وعي الناس لأهمية ممارسة نشاطات تفكير للحفاظ على الدماغ وقدرات التفكير، مثلما نهتم أن نعطي المسن أدويته وأن نهتم بتغذيته! هدفي أيضا أن يعرف المهنيون وأبناء العائلات أنه في حالة إصابة مسن الزهايمر يجب أن يتوجهوا للحصول على استشارة وارشاد من أخصائية علاج وظيفي ليعرفوا كيف يتعايشون مع المرض ويتعاملوا مع المريض.
هناك نوعان من المؤسسات التي تدعم المسنين، النادي اليومي وبيت المسنين، كيف يتجاوب مجتمعنا مع هذين المشروعين؟ هل هناك قبول ورضا من مجتمعنا لمشروع بيت المسنين "ملجأ العجزة"؟
اليوم نرى أكثر مراكز يومية للمسنين في المدن والقرى العربية من قبل. حسب رأيي قسم منها لا يعطي خدمات كافية وشاملة، لكن يجب أن نذكر أن مجتمعنا لا زال يعتبر "شابًا" بالنسبة لباقي الدولة. الازدياد بعدد المسنين وارتفاع معدّل العمر أدّى الى ضرورة وجود خدمات جماهيرية للمسنين. نسبة المسنين في البلاد الذين يعيشون في بيوت مسنين لا تتعدى %3 منهم أقل من %1 عرب حسب رأيي. لكن نشهد في السنوات الأخيرة افتتاح مثل هذه المؤسسات في بلدان عربية مثل الناصرة، طمرة، الطيبة، أم الفحم وغيرها. مجتمعنا يتأنّى بإخراج المسن من البيت الا في حالات جدا حرجة وصعبة ولكني أتوقّع ارتفاع بالسنوات الأخيرة في هذا المجال لأن شكل الحياة تتغيّر والشباب والصبايا "مش متفرغين" رعاية مسن 24 ساعة. تمامًا مثلما شهدنا ارتفاع في استهلاك العمالة الأجنبية في البيت، الأمر الذي كان يعتبر مرفوضًا بتاتًا قبل 10 سنوات.
هل أنت راضية من عمل هاتين المؤسستين؟
معظم المراكز والأطر اليوميّة الجماهيريّة للمسنين تحاول أن تقدّم خدمات مهنية ورعاية فائقة للمسنين، لكن بنظري لا نزال نفتقر إلى العديد من الخدمات في مدننا وقرانا العربية. بالإضافة إلى ذلك فإنّ مجال الشيخوخة ليس مجالًا جذابًا، ولا يسرع إليه العديد من المهنيين. لذلك يوجد نقص بالمعرفة المهنية ومقدّمي خدمات مهنية وعلاجية بهذا المجال.
بالنسبة لمؤسسات المسنين (ملجأ العجزة)، أنا اعتقد بحكم عملي في وزارة الصحة أنّ المسن هناك محاط برعاية 24 ساعة علاجية ومهنية. لا يزال الكثير مما يمكن تحسينه على نطاق عام وشامل في هذا المجال ولكن هذا يتعلّق بتغيير سياسات ونهج عمل شامل.
كم عدد النوادي اليومية وبيوت المسنين في مجتمعنا العربي؟
النادي اليومي بضع عشرات، لا اعرف العدد الدقيق. في المدن الكبرى مثل الناصرة، شفاعمرو، باقة الغربية وسخنين فيها مراكز يومية تعمل 5 أيام في الأسبوع وتمنح خدمات متنوعة، في القرى والبلدان الصغيرة توجد نوادٍ تعمل بشكل جزئي. للأسف لا نزال نفتقر إلى خدمات جماهيرية تهتم بمرضى الزهايمر وعائلاتهم، التي تكاد تكون معدومة نهائيًا.
بالنسبة لبيوت المسنين (ملجأ العجزة) يوجد ما يقارب 15 مؤسسة في بلدان عربية (تقريبًا).
هل هناك فرق في مستوى الخدمات للمسنين العرب مقابل المسنين اليهود؟
مجال الخدمات للمسنين هو مجال مظلوم على مستوى حكوميرسمي حسب رأيي. الفرق في اقصاء الخدمات بين العرب واليهود يتعلق بعوامل سياسية – مثلما يوجد فرق بالميزانيات في مجال الصحة والتعليم، يوجد فرق أيضًا في هذا المجال للأسف فالميزانيات المخصصة للمسنين العرب أقل بكثير. المشكلة أيضًا تكمن في الوعي لاستهلاك هذه الخدمات. اليهود يهتمون بالبحث عن الخدمات والميزانيات التي تتعلق بالرفاه والترفيه، بينما العرب معظمهم يهتمون بمخصصات التأمين والخدمات الأساسية.
الفرق بين متوسط عمر اليهودي والعربي 4 سنوات كيف يمكن اغلاق هذه الفجوة؟
رفع الوعي لموضوع نمط الحياة الصحّي من جيل مبكّر وتغيير نظرتنا للشيخوخة! علينا أن ننظر للحياة بعد جيل التقاعد كبداية لفترة حياتية جديدة، مرحلة عمرية خالية من مسؤوليات واعباء العمل وتربية الأطفال، مرحلة يمكننا فيها أن نتعلّم أشياء جديدة ونمارس نشاطات جديدة ونعيش برفاه وصحة. مجتمعنا للأسف خامل لا يمارس نشاط جسدي رياضي، اليوم نرى تغيير في الجيل الشاب، أيضًا كما ذكرت سابقا الاهتمام بنشاطات ترفيه للروح ونشاطات تمرين ذهنيّ بشكل متواصل.
من الشركة التي أشرفت وواكبت عملية اصدار هذا المشروع؟
مطبعة الحكيم بالناصرة التي اشرفت على انتاج وطباعة كلّ المنتجات. لها فضل كبير في دعم المشروع مهنيًا ومعنويًا والعمل بكلّ اخلاص من اجل الحصول على جودة بمستوى عالي.
ما حلمك القادم؟
ملان أحلام! المشروع بدأ من حلم صغير ما أمنت أنه بإمكاني تحقيقه، عندي العديد من الأحلام التي أطمح لتحقيقها من أجل المسنين وعائلاتهم في المجتمع العربي، لا أريد الافصاح عنها الآن، كل شيء بوقته حلو.