قال ضابط إسرائيلي إن “تقوية حماس في الشارع الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية، وإصرار إسرائيل على معادلة جديدة مع الحركة في غزة، يزيدان من فرص المزيد من التصعيد العسكري القادم، خاصة مع مرور قرابة الشهرين على انتهاء الحرب الأخيرة، وأي إسرائيلي يريد أن يصف في سطر واحد لا لبس فيه الوضع في غزة، ويلخص نتائج الحرب، فربما يجد صعوبة في العثور على الإجابات”.
وأضاف تال ليف رام في مقال بصحيفة “معاريف”، أن “غزة مشكلة معقدة، وعلى الأقل في هذه المرحلة، يبدو أن العملية الأخيرة مجرد فاصلة صغيرة، وقد واصلت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش تلخيص الحرب الأخيرة، واستخلاص الدروس، والاستعداد للحملة القادمة الجارية بالفعل، وبعد العملية الأخيرة، أصبح الجيش مطلوبًا لخطط جديدة، تتضمن خططًا للعمليات البرية للألوية المناورة”.
وأشار إلى أن “غزة ليست بالتأكيد التهديد الرئيسي، ولا الأخطر على إسرائيل، ومن بين العديد من الاعتبارات، فضلت الحكومة إزالة خيار الاحتلال الرئيسي للقطاع من جدول أعمالها، لكن كما هو الحال دائمًا، فإن احتمال التصعيد هناك هو الأكثر أهمية وفورية، أما بالنسبة للمؤسسة العسكرية، فيجب أن يكون التركيز على إيران، وبرنامجها النووي، وأسلحتها التي ترسلها عبر الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن “قضية الأسرى الإسرائيليين، ومستقبل حكم حماس في غزة، تشكلان البرقيات والعوائق الرئيسية أمام أي تقدم في إنجاز عملية التهدئة لسنوات، من أجل منع التصعيد التالي الذي كان وشيكًا بالفعل، حيث تناور إسرائيل باستمرار بين الاستعدادات للحرب، ومحاولات تقليص التعزيز العسكري لحماس، وتحقيق الاستقرار في الوضع الاقتصادي في غزة من خلال تحركات اقتصادية مكثفة التي توقفت عقب الحرب”.
وأكد أن “إسرائيل تفرض مباشرة شروطا قديمة جديدة لإحراز تقدم في هذه القضايا لحل قضية الأسرى، التي لم تحرز أي تقدم في هذه المرحلة، بجانب حقائب الدولارات القطرية غير الخاضعة للرقابة، وفي نفس الوقت، فإن الجيش يرد بشكل مختلف على كل عمل مسلح ينطلق من قطاع غزة، من بالون حارق يتم نفخه، وصولا إلى زرع عبوات ناسفة في السياج الحدودي، وانتهاء بإطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل”.
وأوضح أن “اختبار القيادة الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية سيكون متسقًا مع مرور الوقت مع سياسة الرد، لأنه لسنوات عديدة أقامت إسرائيل مع حماس معادلة الصمت التي اشترتها عن طيب خاطر، وأدى الخوف من التصعيد والرغبة في الهدوء، والاستقرار الأمني إلى ضبط النفس، لكن إسرائيل أشارت في ردودها على تضخيم البالونات الحارقة في الأسابيع الأخيرة أنها تنوي تغيير المسار”.
واستدرك بالقول أن “كبار القادة السياسيين والعسكريين ليسوا مهتمين بحرب أخرى، لكن هناك استعداد للمخاطرة، وزيادة الضغط على قيادة حماس في محاولة لتحقيق الهدوء والاستقرار الأمني لسنوات عديدة، ولكن بعد العملية الأخيرة، فإن احتمالية التصعيد آخذة في الازدياد، دون تحقق تغيير طويل الأجل وعميق، وفي الطريق إلى ذلك، تستعد إسرائيل لخوض بضع جولات تصعيد أخرى في قطاع غزة”.
وكشف النقاب عن “تقديم الجيش لتقارير تحقيقية حول نتائج الحرب الأخيرة، وركز أحد فصولها على التعامل مع الصواريخ من قطاع غزة، وهي إحدى نقاط الضعف الإسرائيلية، وتم كتابة 200 صفحة في هذا الفصل الذي احتوى على نقد ذاتي ودروس مهمة، ويعتقد كبار المسؤولين العسكريين أنه في غضون أشهر، وفي ضوء التطورات الاستخباراتية والتكنولوجية، سيكون الجيش في مكان أفضل بكثير من “حارس الأسوار”، على حد زعمه.