الاخبار الرئيسية

ورطة نتنياهو: في تكليف.. ما في حكومة/ بقلم: الصحافي وديع عواودة

تاريخ النشر: 2021-04-07 13:19:00
يوم نت -

يوجد تكليف لـ نتنياهو من ريفلين لكن لا توجد لديه أي حكومة : لن تتفق " الصهيونية الدينية " مع القائمة العربية الموحدة حتى ولو كانت لـ شهور قليلة مثلما لا يوجد منشقين يبني عليهم نتنياهو وغدعون ساعر لن يستجيب لـ دعواته بـ العودة " للبيت " ولذا يجد " الساحر " " أبو يائير " نفسه بعد جولة رابعة بذات الحالة وربما أصعب. يبقى نفتالي بينيت " هو الحاسم : حكومة يتناوب على رئاستها مع لابيد بدعم نواب عرب وهذا أقرب أكثر من عودته وزيرا في حضن نتنياهو. هذا واقعي أكثر.. فـ علاوة على الرواسب والخصومة الشخصية القديمة مع نتنياهو وبحر الشكوك بينهما سيلتفت بينيت للعصفور بـ اليد بـ ترسيمه رئيسا للحكومة في الشهر القادم وهو قائد حزب مع سبعة مقاعد مما سيدفعه قدما في جولات انتخابية مستقبلية رغم التحالف مع أحزاب من " المركز واليسار " والدعم العربي الخارجي. كذلك يبدو قبول " الصهيونية الدينية "( التي تشهد منافسة ومزاودات مع " يمينا") بـ أي نوع من التعاون مع القائمة العربية الموحدة في حكومة يرأسها نتنياهو سيناريو من الخيال. وإذا كان ولابد من المشاركة في صياغة حكومية تعتمد على نواب عرب فسيختار بينيت حكومة يكون فيها رئيسا لا وزيرا- مع لابيد لا مع نتنياهو خاصة وأن الحديث يدور عن حكومة تغيير مؤقتة. لابيد بسبب كل ما قيل سينتظر فشل نتنياهو بعد 27 يوما ليقول لجمهور : أعطينا نتنياهو فرصة وفشل( وهذا سبب تحفظ نتنياهو من مصافحته أمس كي لا يصب الماء على طاحونة روايته) وأمامنا خياران إما حكومة بديلة أرأسها وإما الذهاب ل انتخابات خامسة.

لكن كثرة الأحزاب الصغيرة ( وبدون فوارق أيديولوجية بين الكثير منها) وتضخم " الأنا " وهيمنة الحسابات الشخصية والتناقضات الأيديولوجية وصعوبة هضم الاعتماد على نواب عرب ربما يدفع لـ تفويت الفرصة وبالتالي الذهاب لانتخابات خامسة لكن السيناريو الأقرب للواقع تأسيس حكومة برأسين : بينيت مع لابيد. بكل الأحوال حتى لو قامت حكومة فلن تصمد سوى شهورا.

الأزمة السياسية تعكس أزمة أعمق في المجتمع الإسرائيلي : التطبيع مع الفساد ومواصلة التصويت لرئيس حكومة متهم بتهم خطيرة وطغيان الحسابات الشخصية على حساب المصالح العامة. نتيجة عدة أسباب منها ازدياد ثقة إسرائيل بنفسها بعد الانهيارات والتطبيع في العالم العربي تشهد إسرائيل هذه الحالة المعتلة المتجسدة بحالة تشظي وصراعات متفاقمة جوهرها شخصي. مجمل ما شهدناه حول دور ومشاركة النواب العرب فما زال ينطبق عليه القول " رضينا بالبين والبين ما رضي فينا" ومع ذلك اللافت هو تقدم مسيرة الاندماج والمشاركة في اللعبة الإسرائيلية خطوات إلى الأمام ضمن مسيرة طويلة بدايتها في أول انتخابات للكنيست عام 1949 يوم شارك العرب بـ نسبة تصويت 90% في سبيل تأكيد المواطنة والبقاء.. والقادم ينذر بالمزيد من المشاركة باللعبة الإسرائيلية لأن غالبية كبيرة من المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل لا تكتفي بـ مقاتلة الناطور وتريد عنبا حتى وإن كان ينسى أو يتناسى أن شريك في ملكية الكرم أصلا. هذا المزاج الشعب السائد هو الآخر مسيرة وصيرورة بدأت قبل سنوات منها تبعات " الربيع العربي " والتطبيع وتراجع الأحزاب العربية العمل الجماهيري وعن التثقيف والتعبئة مما يؤدي لفراغ كبير بالوعي السياسي لدى أوساط واسعة منا خاصة أن 70% منا شباب دون جيل الـ 30. إن خرق نواب الجبهة والتجمع لتقاليد قسم الولاء بتغيير النص إشارة احتجاج ورسالة شرعية لكن هذه لا تخلو غمزة على الموحدة والإشارة للفارق في الروح بينها وبين المشتركة وهذه أيضا لا تغني عن الإصلاح العميق الشامل في أحزابها وفيها.


اضف تعقيب