شهر المصالحة - بقلم الشيخ: سعيد سطل ابو سليمان

المسلمون اطلقوا على شهر رمضان مسميات عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر , شهر الصيام , وشهر القيام , وشهر القرآن , وشهر الرحمة , وشهر المغفرة , وشهر العتق من النار , وغيرها كثير ,وشهر رمضان يحتوي على معاني جميع هذه المسميات , والمسلمون يتعاملون مع شهر رمضان بناء على هذه المعاني , وانا اريد ان اضيف اسما جديدا لهذا الشهر المبارك , وهو شهر المصالحه , المصالحة مع الله والمصالحة مع العباد , الله عز وجل ينصب في شهر رمضان ديوانا للمصالحة بينه وبين العُصاة من عباده , وبين العباد بعضهم مع بعض , ايها المسلم العاصي اقبل على مولاك بالتوبة , فمولاك سريع الرضى سريع المغفرة , يفرح بتوبتك لأنه يحب التوابين , مهما بلغت ذنوبك ومن اي نوع كانت كبيرة او صغيره , مهما اسرفت على نفسك ستجد ربا غفورا رحيما ينتظرك في اي وقت من ليل او نهار , المهم في عملية المصالحة بينك وبين الله ان تكون صادق النية مخلصا ,ان علم الله منك صدق النية في التوبة غفر لك وعفى عنك قبل ان تدخل ديوان المصالحه.

اما المصالحة بين الناس فان واقع المسلمين يوحي انه لا يخلُ بيت ولا حارة ولا حي ولا قرية ولا مدينة , إلا وبين اهلها ومواطنيها خصومات وشحناء , في البيت الواحد بين الاخ وأخيه وبين الابن وأبيه , وبين الاخت وأختها , وبين الجار وجاره خصومات وشحناء ادت الى قطيعة بين افراد العائلة الواحدة , وفي بعض الاحيان الى شجار واقتتال وسفك دماء , هؤلاء المتخاصمون المتشاحنون من المسلمين لن يغفر الله لأحد منهم لا في رمضان ولا في غير رمضان حتى يصطلحوا , فيا ايها المشاحن يا ايها المخاصم والمقاطع لرحمك بادر انت للمصالحة , لا تجعل خصمك يسبقك الى هذه الخطوة النبيلة التي يحبها الله ورسوله.

وخيركم الذي يبادر الى المصالحة الذي يبدأ اخاه بالسلام.