سرعة العطسة - بقلم : حازم ابراهيم

إن في ميكانيكية العطسة حكمة من الرحمن ، وإذا ما أردنا تحليلها فإنها علميا تعتبر وسيلة دفاع دماغية لإخراج الشوائب من الجهاز التنفسي ، وللتخلص من أي جسم غريب قد دخل إلى الأنف ، أما عن سرعة العطسة فهي حوالي 180 كيلو متر في الساعة تقريبا ، لذا فإذا حاول الإنسان أن يمنع العطسة من الخروج فيسبب ذلك ارتداد الدم في الرقبة أو إلى الرأس كما أن سرعة العطسة قد تؤدي إلى كسر الأضلع ،لذلك نحمد الله تعالى بعد كل عطسة لأن الله أراد لأعضائنا أن تعود إلى العمل من جديد ، وكأن الإنسان قد ذاق الموت لثانية وعاد إلى الحياة ، فالحمد لله على نعمة الحياة ، تسبب العطسة القوية انتشار الرذاذ الى مسافة متران أو ثلاث ، فعندما يعطس الانسان يخرج طاقة قوية من قوتها قالوا اطباء العصر من الممكن ان تؤذي العينين رغم ان للعين عضلات مسئولة تحفظ عن حركتها طول الوقت ، عندما يعطس الانسان تنطلق من فمه حوالي 100 الف جرثومة بسرعة 180 كيلوا متر في الساعة وبما أن العطسة تنطلق بهذه السرعة فهي تحتاج إلى طاقة كبيرة لإخراجها ، وإذا لم يقم العاطس بتغطية أنفه وفمه تنتقل الجراثيم إلى الهواء وتصيب الآخرين بالعدوى ، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم قبل 1400 بتغطية الوجه باليد او بالثوب وخفض الصوت عند العطس كي لا نؤذي ونصيب الآخرين بالعدوى ، وقد جاء هذا في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه وغض بها صوته ، فالرسول صلى الله عليه وسلم بهديه الكريم يدعونا الى قواعد صحية عرفها الاطباء بعد قرون ، ومن آداب العاطس أن يخفض بالعطس صوته ويرفعه بالحمد وأن يغطي وجهه لئلا يؤذي جليسه ، ومن سُنة النبي صلى الله عليه وسلم استحباب تشميت العاطس اذا قال الحمد لله ، اي يقال له عند قول الحمد لله يرحمك الله ، وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم " (قال العلماء بالكم أي شأنكم) ، إن لمنع العطسة مخاطر وخيمة على صحة الإنسان وأن أي شخص يحاول منع العطسة يمكن أن يصاب بشلل نصفي حيث تبين من خلال البحث الذي أجري على إحدى الطالبات في الخامسة عشر من عمرها أن سبب إصابتها بالشلل هو منعها للعطس لعدة مرات .