كشف المحلل العسكري في موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي رون بن يشاي، أن التقديرات الأمنية للجيش الاسرائيلي لعام 2020 تشير إلى تحسن في البيئة الأمنية للمؤسسة الإسرائيلية، بما في ذلك صد التموضع الإيراني في سورية ووقفه بفضل تأييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بن يشاي في تقرير نشره اليوم الثلاثاء، إن الأمن القومي الإسرائيلي تحسن في العام الماضي بدرجة معتدلة مع تبقي احتمالات شن حرب ضد إسرائيل ضئيلة ومنخفضة كما كانت في العامين الأخيرين.
كما انخفضت احتمالات اندلاع تصعيد مفاجئ على الجبهة الشمالية (مع لبنان وسورية)، وإن كانت تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن احتمالات التصعيد على جبهة قطاع غزة والضفة الغربية لا تزال مرتفعة.
وبحسب بن يشاي فإن أحد أسباب تفاؤل الجيش في تقديراته يعود إلى إقرار الميزانية الإسرائيلية العامة لإسرائيل، وهو الأمر الذي يساعد في إجراء تدريبات مكثفة للقوات النظامية عام 2022، كما يمكن للجيش إبرام صفقات للتزود بالسلاح والعتاد العسكري وقوات الاحتياط.
ويتوقع الجيش الإسرائيلي تحسن قدراته في الأعوام القادمة في مواجهة خطر الصواريخ والطائرات المسيرة، وسيناريوهات شن هجمات على الجبهة الداخلية والمواقع الاستراتيجية الإسرائيلية، وحتى مواقع تجميع وتركيز القوات الإسرائيلية في حالة حرب.
ولفت بن يشاي إلى أن رئيس أركان الجيش الجنرال أفيف كوخافي كان قد استعرض تقديرات الجيش هذه أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية.
وأبرز كوخافي في إحاطته المذكورة للجنة أربعة عوامل أدت إلى تحسين الوضع الأمني لإسرائيل على مختلف الجبهات، أولها تباطؤ التهديدات على الجبهة الشمالية، ووقف التموضع العسكري الإيراني في سورية، ولا سيما عند الحدود السورية الإسرائيلية، وإبطاء تعاظم قوة “حزب الله” والمليشيات الموالية لإيران وخفض تزود “حزب الله” وحصوله على أسلحة كاسرة للتوازن، في إشارة للصواريخ دقيقة الإصابة، وعرقلة وتشويش محاولة إيران نقل منظومات دفاعية جوية لسورية.
كما ساهم التغيير في موازين القوى الداخلية في سورية في تحسن الوضع الأمني مع خبو الحرب الأهلية ومساعي بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحقيق استقرار في سورية يضمن بدء عملية إعادة الإعمار ما يحمله ذلك من عوائد اقتصادية هائلة على كل من روسيا والنظام السوري.
وفي هذا السياق، تواصل إسرائيل ترديد مقولاتها وتقديراتها بأن الوجود الإيراني في سورية يتم خلافا لرغبة النظام، لكن النظام وروسيا يقبلان بهذا الوجود كحقيقة ناجزة، وصولا إلى القول إن بوتين يتفهم في السنوات الأخيرة الهجمات الإسرائيلية، فيما تبلور نوع من تقاطع المصالح بين نظام الأسد وروسيا وإسرائيل في مواجهة إيران، وهو ما أدى إلى تقليل احتمالات اشتعال تصعيد على هذه الجبهة.
في المقابل، يلفت بن يشاي إلى أن هناك في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من يعتقدون أن التخلص من الوجود الإيراني في سورية أو تقليصه يلزم مساعدة بشار الأسد بشكل غير مباشر في بسط سيادته على سورية كلها، بل إن هناك جهدا سياسيا لمحاولة تجنيد واشنطن لمساعدة الأسد في إعادة إعمار سورية، حتى تكون الولايات المتحدة قوة وازنة بمواجهة التأثير الروسي على الجبهة الشمالية.
ويشير التقرير إلى أن تقديرات الجيش الإسرائيلي ترى أن تورط “حزب الله” في الجبهة اللبنانية الداخلية، كان عاملًا مساعدًا لخفض التوتر على الحدود، وهو ما يقلل استعداد حسن نصر الله لتصعيد مقابل إسرائيل يزيد من محنة الشعب اللبناني.
وترى تقديرات الجيش الإسرائيلي أنه لا يمكن ضمان أن تؤدي ضربة لإيران ومنشآتها النووية إلى إنهاء هذا الملف، لذلك يستعد الجيش بحسب رون بن يشاي لمعركة على المدى القريب والمدى البعيد بما في ذلك “خطط برية وأخرى في العمق الإيراني، مع التأكيد أنه لا يمكن حل هذا الملف بضربة واحدة”.
وينسب بن يشاي التفاؤل في تقديرات الجيش لحالة الأمن القومي الإسرائيلي إلى التعاون النشط والمتصاعد في مجالي الأمن والاستخبارات بين إسرائيل ودول عربية في المنطقة والتي كان أحد تجلياتها المناورات البحرية المشتركة في البحر الأحمر التي شاركت فيها كل من إسرائيل والإمارات والبحرين مع قوات الأسطول الخامس الأميركي، وما سبقها من زيارة قائد سلاح الجو الإماراتي لإسرائيل خلال المناورات الجوية الإسرائيلية “علم أزرق” التي شاركت فيها الإمارات أيضا، وزيارة قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكاكم نوركين، هذا الأسبوع للإمارات العربية المتحدة.