تقرير: الموساد جنّد علماء نوويين لتفجير في منشأة نطنز الإيرانية
جنّد عملاء إسرائيليون من الموساد عشرة علماء نوويين لتنفيذ عمليات تفجير في منشأة نطنز النووية الإيرانية، في نيسان/أبريل الماضي، فيما اعتقد العلماء أنهم يعملون لصالح مجموعات دولية معارضة للبرنامج النووي الإيراني، حسبما ادعت صحيفة "جويش كرونيكل" ومقرها لندن في تقرير نشرته اليوم، الخميس.
وبحسب التقرير، فإن العلماء وافقوا على تدمير منشأة نطنز، الواقعة تحت الأرض. وألقت طائرات بدون طيار المتفجرات، وجمعها العلماء، فيما جرى تهريب قسم آخر من المتفجرات إلى منشأة أمنية تخضع لحراسة مشددة، وجرى تخبئتها صناديق طعام على شاحنة تموين.
وتابعت الصحيفة أنه "تسبب الدمار الذي أعقب ذلك في حدوث فوضى في أعلى مستويات القيادة الإيرانية. لقد هدمت 90 في المائة من أجهزة الطرد المركزي في المحطة النووية، مما أدى إلى تأخير التقدم نحو صنع قنبلة (نووية) وإيقاف المجمع الرئيسي عن العمل لمدة تصل إلى تسعة أشهر".
ووصف التقرير هذه التفاصيل بأنها "الأسرار المذهلة لثلاث عمليات متصلة بالموساد، حدثت على مدار 11 شهرًا من التخريب في إيران". وأضاف أنه "استهدفت أول طائرتين، في تموز/يوليو 2020 ونيسان/أبريل 2021، المجمع في نطنز باستخدام المتفجرات، بينما اتخذت الثالثة، في حزيران/يونيو الماضي، شكل هجوم كوادكوبتر على شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية (TESA)، في مدينة كرج".
ونقل التقرير عن موقع أكسيوس الإلكتروني أن إسرائيل تبادلت في الأسابيع الأخيرة معلومات استخباراتية مع حلفاء غربيين، عن أن إيران "تستعد لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 90 في المائة، وهو المستوى المطلوب لإنتاج قنبلة نووية". ويثير ذلك تخوفات من هجوم جوي إسرائيلي كبير ضد منشآت طهران النووية، إذا ثبت أن كل من المفاوضات والتخريب غير كافيين لوقف البرنامج.
المشتبه بتنفيذ التفجير رضا كريمي
وجرى تفجير المتفجرات عن بُعد عقب ساعات من إعلان إيران أنها بدأت في استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة، من طراز IR-5 وIR-6 في الموقع، في نيسان/أبريل الماضي. ودمر الانفجار نظام الطاقة الداخلي المستقل والآمن للغاية الذي كان يزود أجهزة الطرد المركزي، بحسب التقرير. وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي في المجمع شديد التحصين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن "دوافع العلماء كلها مختلفة. واكتشف الموساد ما يريدونه بشدة في حياتهم وقدمه لهم". وأضاف أنه "كانت هناك دائرة داخلية من العلماء الذين يعرفون المزيد عن العملية، ودائرة خارجية ساعدتهم ولكن كانت لديهم معلومات أقل". وبعد الانفجار، تم نقل العلماء إلى مكان آمن. وأضاف المصدر أن "جميعهم بخير اليوم".
وأعلنت إيران أنها تشتبه برضا كريمي (43 عاما)، وأنها أصدرت "نشرة حمراء" للإنتربول بشأن اعتقاله. ولم يتم العثور عليه حتى الآن.
وذكر التقرير أن هذا كان الجزء الثاني من عملية للموساد مكونة من ثلاثة أجزاء تستهدف "مشروع المواد الانشطارية" الإيراني ، وهو ما يوصف بأنه "العملية الصناعية لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات الأسلحة".
فقد وقع الهجوم الأول في 2 تموز/يوليو 2020، حسب التقرير، بانفجار غامض داخل مستودع لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة (ICAC) في نطنز. ووصف التقرير تدبير الانفجار بأنه "جريئ". فقبل ذلك بعام، باع جواسيس إسرائيليون، تنكروا بأنهم تجار جملة، مواد بناء لمسؤولين إيرانيين لاستخدامها في قاعة أجهزة الطرد المركزي.
وأضاف التقرير أنه "دون علم الإيرانيين، كانت المواد مليئة بمتفجرات الموساد. وتم بناؤها في القاعة وبقيت في مكانها طوال العام. ثم عندما كان الوقت مناسبًا، ضغط مسؤولو التجسس الإسرائيليين على الزر".
وأشار التقرير إلى عملية مشابهة نفذها الموساد، بداية التسعينيات، عندما تم بيع مكتب مليء بأجهزة التنصت إلى مكتب محمود عباس في منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، "مما وفّر للإسرائيليين دفق من المعلومات".
وتابع التقرير أن الجزء الثالث والأخير من عملية الموساد وقع في حزيران/يونيو الماضي حيث جرى التركيز على صنع أجهزة الطرد المركزي نفسها، بهدف تأخير استبدال المعدات التي تضررت في الهجومين الأولين.