تقول شوشانا برين كبيرة مديري المركز اليهودي للسياسات في واشنطن إن الحرب الروسية “البشعة” على أوكرانيا تمتد إلى الخارج لتشمل ليس فقط طرفي الصراع، بل بلدانا وسياسات أخرى في الشرق الأوسط.
ورد ذلك في مقال لبرين نشرته مجلة نيوزويك الأميركية (Newsweek)، تناولت فيه اجتماعات الاتفاق النووي الإيراني لتوضح كيفية تأثير حرب أوكرانيا عليها، وكذلك الحرب السورية، والتطورات بجنوب لبنان بين إسرائيل وإيران وحزب الله.
عن اجتماعات الاتفاق النووي الإيراني، قالت الكاتبة إن الإدارة الأميركية لم تخف حقيقة أنها تطمع في صفقة وأنها مستعدة لتقديم فوائد لإيران قبل التوقيع، بما في ذلك إلغاء العقوبات المفروضة على برنامجها النووي “المدني”.
وكانت روسيا لاعبا رئيسيا في المفاوضات؛ وحتى قبل حرب أوكرانيا، كانت واشنطن وموسكو تنسقان مواقفهما. وكمنافس تاريخي لإيران، لم تكن روسيا راغبة في أن تنتج طهران أسلحة نووية، لذلك كانت على استعداد للضغط على إيران لصالح أميركا في بعض النقاط.
الحرب السورية
وأضافت أن مشاركة روسيا في الحرب السورية، من بين أمور أخرى، كانت تتعلق بالحرب ضد المقاتلين السنة بمساعدة المليشيات الشيعية الإيرانية. وكان التوافق مع إيران في سوريا منطقيا من وجهة النظر الروسية، وكذلك التوافق مع الولايات المتحدة في فيينا.
وإلى أن بدأ بوتين حربه ضد أوكرانيا اختفى اهتمامه بمساعدة الرئيس الأميركي جو بايدن في تحقيق فوز على أي مستوى. علاوة على ذلك يعتمد بوتين على إسرائيل، الدولة الوحيدة التي تقبلها موسكو وكييف معا كقناة للتفاوض.
إسرائيل وإيران وسوريا
ولذلك، بينما كان الهدف الأساسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في دور الوسيط بين موسكو وكييف، هو إنهاء فظائع الحرب التقليدية الروسية، فمن المؤكد أنه أثار قضايا إيران والأسلحة النووية وموقف روسيا في فيينا، وأن موقفا روسيا متشددا في فيينا سيساعد إسرائيل. وها نحن نشهد تشدد روسيا في فيينا الذي تسبب في توقف محادثات النووي الإيراني.
وقد تسببت سياسة موسكو هذه في زيادة غضب الإيرانيين ضد أميركا أكثر من المعتاد. فالإيرانيون كانوا يفترضون أن بايدن سيوافق على إبرام أي صفقة معهم، وكذلك كثير من الأطراف كانت تتوقع ذلك، لكنه لم يفعل.
وأطلقت إيران صواريخ على أربيل بالعراق، كأنها أرادت أن تثبت أنها لا تفتقر لطرق الانتقام من أميركا، أي أن إيران كانت ترغب في توقيع أميركا على اتفاق، وفي الوقت نفسه تقصف أهدافا أميركية.
سوريا وجنوب لبنان وإسرائيل
ومضت برين تقول أيضا إن إيران تستغل حاليا انشغال العالم بأوكرانيا، لزيادة نشاطها العسكري في جنوب سوريا قرب حدود إسرائيل، كما تواصل شحن الأسلحة إلى كل من سوريا ولبنان منتهكة بذلك أحد الخطوط الحمراء لإسرائيل. وتواصل إسرائيل قصف الأهداف ذات الصلة، حيث قتلت هذا الأسبوع ضابطين من الحرس الثوري الإيراني متورطين في تهريب صواريخ دقيقة عبر مطار دمشق.
وقالت إن قدرة إسرائيل على الدفاع عن حدودها الشمالية من إيران وحزب الله تعتمد إلى حد ما على موافقة روسيا على العمليات الإسرائيلية وعدم النزاع المستمر، ولذلك فإن تغيير موقف روسيا تجاه إسرائيل، فيما يتعلق بحرب أوكرانيا أو أي شيء آخر، يمكن أن يغير الخطط العملياتية لإسرائيل. إن موقف روسيا ليس مجرد موقف دبلوماسي. فمع وجود قاعدة جوية وقاعدة بحرية في سوريا، يمكن لموسكو أن تحاول فرض تغيير في السياسة، رغم أنه من المسلم به أنه لا يبدو مرجحا الآن.
المصدر: نيوزويك
أخبار محلية