المحامي خالد زبارقة يحذّر من تغييرات أمنية خطيرة تمّهد لتهويد الأقصى
حذّر المختص في شؤون القدس المحامي خالد زبارقة، من التبعات الخطيرة لتوصية ما تسمى بـ”لجنة الأمن الداخلي” في الكنيست بإجراء تغييرات أمنية داخل المسجد الأقصى، تمهد لتحويل المسجد إلى “يهودي مقدس”.
وأوضح زبارقة أن توصية اللجنة تجسد المعنى الحقيقي لشعار أن الأقصى في خطر شديد وتصاعدي، وأن هناك تصعيدًا في تحويل هذا الخطر إلى فعل على أرض الواقع، وتضييق الوجود الإسلامي داخل المسجد.
ويوم الاثنين، أعلنت لجنة “الأمن الداخلي” خلال جلسة عقدت داخل “الكنيست” مع جماعات “الهيكل”، أنها ستوصي بمراقبة أعمال شرطة الاحتلال في الأقصى وتطويرها لصالح الوجود اليهودي فيه، وذلك عبر لجنة خاصة يشكلها “الكنيست” لهذا الغرض.
وأوصت اللجنة بإنهاء إبعاد المقتحمين اليهود عن الأقصى، وتخفيف إجراءات التفتيش الأمني على المستوطنين، وطالبت بزيادة فترات الاقتحامات لتخفيف الضغط على المجموعات المقتحمة.
وستناقش اللجنة المُستحدثة من أعضاء “الكنيست” وجماعات “الهيكل” تطوير الوضع الأمني كل 6 أشهر.
وتعقيبا على ذلك قال زبارقة: “واضح أننا أمام حكومة يمينية أكثر تطرفًا وجرأة على انتهاكات حرمة المقدسات والحقوق الفلسطينية، وتحديدًا المسجد الأقصى، وما ساعدها على ذلك الكثير من الظروف والأسباب الداخلية والإقليمية”.
ولفت الانتباه إلى أن الاحتلال يريد تغيير الواقع القائم في المسجد الأقصى لصالحه، كونه يعد أن هذه المرحلة ذهبية ومواتية لتحقيق مطامعه وأحلامه في فرض وقائع تهويدية جديدة على الأرض.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تسعى لتهويد الأقصى والحيز العام بداخله، وخلق حيز يهودي ديني جديد في المسجد المبارك، تمهيدًا لخلق أجواء تسمح له بهدمه وبناء “الهيكل” المزعوم مكانه.
وتابع: “يظن الاحتلال أنه في وضع ذهبي مثالي للقيام بكل مخططاته في الأقصى، خاصة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة، وحالة الصمت الرسمي للسلطة الفلسطينية والتماهي مع سياسات الاحتلال، بالإضافة إلى الصمت الرسمي للأنظمة العربية”.
ونبه زبارقة إلى أن الجماعات اليهودية المتطرفة تستعمل كرأس حربة داخل كيان الاحتلال، من أجل تغيير الواقع في الأقصى، وأصبح لها تأثير سياسي قوي داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي يميل نحو التطرف والكراهية والإرهاب المنظم ضد الفلسطينيين والعرب.
وشدد أن الإجراءات المتطرفة ضد الأقصى تتطلب من الجميع في القدس والداخل المحتل، وأبناء الشعب الفلسطيني تكثيف التواجد والرباط اليومي والدائم في المسجد الأقصى، للتصدي لمخططات الاحتلال ومستوطنيه.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول في السنوات الأخيرة، سحب الوصاية الهاشمية على المقدسات من المملكة الأردنية، وأن يفرغها من مضمونها وجوهرها، لذلك على الأردن التدخل العاجل لوقف ما يجري بحق المسجد الأقصى.
وقال زبارقة إن سياسات الاحتلال لتغيير هوية الأقصى ومحاولة تحويله من مكان إسلامي مقدس إلى يهودي مقدس، تتصاعد يومًا بعد يوم، وصولًا لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم من منطلقات دينية تلمودية بحتة”.
وأضاف: “لذلك واضح أننا أمام حرب دينية شرسة قد تُفرض على كل مركبات هويتنا ومقدساتنا، وخاصة الأقصى”.
وطالب بهذا السياق، منظمة التعاون الإسلامي بالتحرك العاجل والجدِّي للجم الاحتلال ووقف تماهيه مع سياسات المستوطنين الذين يريدون فرضها على الأقصى، ومع سياسات المشروع الصهيوني العالمي.